السبت، 30 يناير 2016

جارية بريئة من العيوب:



عن "السري رحمه الله تعالى قال:
دخلت سوق النخاسين، فرأيت جارية ينادى عليها بالبراءة من العيوب فاشتريتها بعشرة دنانير ، فلما انصرفت بها -أي إلى المنزل-
عرضت عليها الطعام
 فقالت لي : إني صائمة ..
قال : فخرجت , فلما كان العشاء أتيتها بطعام فأكلت منه قليلاً،
 ثم صلينا العشاء فجاءت إليّ
 وقالت : يا مولاي ...
بقيت لك خدمة؟
قلت : لا ..
قالت : "دعني إذاً مع مولاي الأكبر".
قلت : لك ذلك فانصرفت إلى غرفة تصلي فيها ، ورقدت أنا ، فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب عليّ..
فقلت لها : ماذا تريدين؟
قالت : يا مولاي أما لك حظ من الليل؟
 قلت : لا فذهبت، فلما مضى النصف منه ضربت علي الباب وقالت :
يا مولاي ، قام المتهجدون إلى وردهم وشمر الصالحون إلى حظهم
قلت : يا جارية أنا بالليل خشبة
 ( أي جثة هامدة ) وبالنهار جلبة
 ( كثير السعي) ... فلما بقي من الليل الثلث الأخير : ضربت علي الباب ضرباً عنيفاً.. وقالت : أما دعاك الشوق إلى مناجاة الملك ، قدم لنفسك وخذ مكاناً فقد سبقك الخُدام
قال السري : فهاج مني كلامها وقمت فأسبغت الوضوء وركعت ركعات ، ثم تحسست هذه الجارية في ظلمة الليل فوجدتها ساجدة وهي تقول : " الهي بحبك لي إلا غفرت لي "
 فقلت لها : يا جارية..
ومن أين علمت أنه يحبك؟
 قالت :لولا محبته ما أقامني وأنامك .. فقلت: اذهبي فأنت حرة لوجه الله العظيم..
فدعت ثم خرجت وهي تقول :
 هذا العتق الأصغر بقي العتق الأكبر" (أي من النار)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق